
تقنيات علاج العقم والمساعدة على الإنجاب
بقلم استشاري الجراحة النسائية والتوليد والعقم
رئيس مركز علاج العقم و أمراض الذكورة و أطفال الأنابيب في مستشفى الإسراء
لقد وصل عدد الأطفال الذين ولدوا عن طريق تقنيات علاج العقم والمساعدة على الإنجاب في العالم اجمع الى ما يزيد عن ستة ملايين طفل و أصبحت هذه التقنيات متوفرة في الغالبية العظمى من دول العالم و ازدادت فرص الحمل حتى تكاد تكون تضاعفت في العقد الماضي ، و بحمد الله فإن نسب النجاح في مستشفى الإسراء تفوق المعدلات المتعارف عليها عالمياً بكثير إذ أنها بلغت العام الماضي قرابة الستين بالمائة للمحاولة الواحدة لجميع الفئات العمرية ومن لم يحلفهم الحظ في المحاولة الأولى فغالبا ما يكون النجاح حليفهم في المحاولة الثانية (من اجنه مجمدة إضافية أو من محاولة حديدة بالكامل) ليتحقق حلم الأبناء للجميع مما يثلج صدور العاملين في هذا الصرح الطبي المميز بشكل مستمر.
ويدا بيد مع ارتفاع فرص النجاح فقد تنوعت الاستفادة من هذه التقنيات علاج العقم والمساعدة على الإنجاب لتشمل تشخيص الكثير الأمراض الوراثية في الأجنة واستثناء الأجنة المصابة كذلك من الممكن تحديد جنس الجنين لأسباب طبية أو لأسباب اجتماعية وهذا بطبيعة الحال محكوم بضوابط شرعية و أخلاقية. وما لا يمكن تجاوره عند الكلام عن التقدم العلمي في تقنيات علاج العقم و الإنجاب إمكانية تجميد البويضات بنسب نجاح ممتازة وإمكانية تنمية البويضات غير الناضجة في المختبر (و لو بنسب نجاح متواضعة) و نأمل أن نتمكن في المستقبل القريب من استزراع خلايا جذعية ممن يعانون من العقم باستخدام عينة مجهرية تؤخذ من الخصية وتنمية تلك الخلايا في المختبر ثم نقلها للجسم مرة أخرى و ختاما فإنه يمكن القول أن وسائل علاج العقم والمساعدة على الإنجاب قد تقدمت بشكل كبير وأن السواد الأعظم ممن يعانون قلة الخصوبة يمكنهم الإنجاب وإن بطرق علاجية مكلفة وان جزءا كبيرا ممن لم يكن إمامهم إمكانية الإنجاب أصبح الآن لديهم فرص حقيقية لتحقيق ذلك.